المجتمع

لبنان بين "قدّيسَيْ تمّوز"...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يحتفل اللّبنانيّون خلال شهر تمّوز بعيد قدّيسَيْن، مار الياس ومار شربل، فتعمّ القداديس الاحتفاليّة والمهرجانات الكثير من المناطق. إنّهما القدّيسان اللّذان لا يتخليّان عن لبنان خلال أيّام المِحَن، فيكرّس لهما اللّبنانيّون يومَين من السّنة لإظهار التّكريم المناسب لهما، كما يُلاحظ انتشار إسمَي الياس وشربل بكثرة في بلدنا. إذاً، لا شكّ أنّ لمار الياس ومار شربل خصوصيّة عند اللّبنانيّين.
 
يشرح الدكتور عماد مراد أنّ "مار الياس يُكرَّم في بلدات لبنانيّة مختلفة، لا سيّما المختلطة منها، إذ هو مُعترَف به في "التّوراة" وفي الدّين الإسلاميّ".
ويقول، في حديث لموقع mtv: "اشتهر مار الياس بقوّته وجبروته، واللّبنانيّ، بطبيعته، يحبّ القائد والقدّيس والكاهن والرّاهب والبطريرك القويّ، لهذا نُلاحظ تكريس المسيحيّين كنائسهم إلى مار الياس، وتنظيم الاحتفالات والمهرجانات في عيده، وهذا الأمر لا يعارض ما يؤمن به المسلمون".

ويُضيف: "أمّا مار شربل، فهو قدّيس حديث وعجائبه معاصرة، وعاش في منطقة مسيحيّة حيث كان التّواجد المسيحيّ كبيراً، أي في جبيل، القريبة من كسروان والبترون، وأصله من بقاعكفرا الشّماليّة، حيث التّواجد المارونيّ كبير".
ويُتابع: "عاش اللّبنانيّون عجائب مار شربل منذ 125 عاماً، ولمسوها وكانوا شهوداً عليها، كما أنّهم عاشوا مرحلة إعلان تطويبه سنة 1965، ثمّ مرحلة إعلان قداسته عام 1978، وهو ما اعتبروه، خلال أيّام الحرب، إشارة إلى عدم الخوف، خصوصاً أنّه كان القدّيس اللّبنانيّ الرّسميّ الأوّل، وفق قانون الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة، فكانت رسالة تقديسه، بالنّسبة إلى المسيحيّين والموارنة ترمز إلى أنّ "لبنان بأمان"، حتّى أنّ عدداً كبيراً من اللّبنانيّين شارك في عزّ الحرب، في مراسم التّقديس".
ويلفت مراد، إلى أنّ "عجائب القدّيس شربل تخطّت حدود لبنان وشملت الطّوائف كافّة، حتّى أنّ البابوات في روما يكرّمونه"، مشيراً إلى أنّه "لكلّ هذه الأسباب، تنتشر كنائس مار شربل المعاصرة والحديثة في المناطق كافّة".
ويوضح مراد أنّ "في التّاريخ الحديث، أي منذ القرن الـ 15 الى القرن العشرين، طغت أسماء الياس وجرجس ويوسف، أمّا في التّاريخ المعاصر، أي بعد الحرب العالميّة الأولى وبعد انتشار عجائب مار شربل، أصبح إسم "شربل" الأكثر انتشاراً لدى المسيحيّين".
 
لبنان بحماية القدّيسين، ولطالما كان أرض القداسة، وفي زمن الحروب والجرائم والأمراض، يبقون ملجأ كلّ اللّبنانيّين، فالقدّيسون لم يتركوا بلدنا يوماً، ولن يتركوه يُصارع الأزمات وحيداً.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا

فيديو إعلاني